مع بارسا الخيالْ، المحالْ، لم يكن محالْ ..

Admin عدد المساهمات : 125 تاريخ التسجيل : 05/01/2010

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

باسم الله الرحمن الرحيم ..

برشلونة غزا العالم، برشلونة فاز بكل شيء، برشلونة أفضل فريق في العَالَمْ .. برشلونة يُمتع، برشلونة يُطرب، برشلونة لا يُصد ولا يُقَاوَمْ ..

برشلونة فاز بالكوبا، فاز برشلونة بالليغا، برشلونة بالتشامبيونس فَازْ .. برشلونة فاز بالسوبر الإسباني، فاز برشلونة بالسوبر الأوربي، برشلونة بكأس العالم للأندية فَازْ.

بداية من فالنسيا، ونهاية في أرض العرب .. في مدينة زايد الرياضية، في أبو ضبي في الإمارات .. هكذا كانت رحلة برشلونة في حصد ألقاب العالم.

من طرف الإتحاد الإسباني، من طرف الإتحاد الأوربي، ومن طرف الإتحاد الدولي لكرة القدم ..

برشلونة في سنة واحدة، كانت تسعة وألفين، من قرن هو الحادي والعشرين من التقويم الميلادي، رفع كؤوسًا ستة .. كل ما لعب عليه، فازَ بِهْ .. كل تحد دخله انتصرَ فِيهْ ..

برشلونة خيالْ .. مع برشلونة، المحالْ، لم يكن محالْ ..

هذا ما يراه الجميع، ما لا نقاش فيهْ .. ما هو أكبر من أي توضيح، ما لا إلتباس فيهْ.

كيف جاء كل هذا ؟ كيف وصل برشلونة لكل هذا ؟ كيف حقق برشلونة إنجازه هذا ؟ هل وصل كما يُمكن أن يصل الآخرون ؟ !! (ولو أن تكراره أصلا في حكم المستحيل) ..

هذا هو ما لا يراه الجميع، فهناك من لم يصله بنظره .. هذا هو ما يتناساه البعض، وهذا هو ما يتغاضى البعض عنه.

هذا هو ما يحتاج لتوضيح .. هذا هو ما يحتاج لإيصالٍ للعقول.

هذا هو ما لا يعيره البعض اهتمامًا .. هذا هو ما لا يفكر فيه البعض حتى ..

هذا هو ما يحتاج لوقفَهْ، هذا هو ما يستحق الإجلاَاالْ .. هذا هو ما يحتاج لرفع القبعَهْ، هذا هو ما يجعل البارسا خيااالْ.

فكيف وصل هذا البارسا ؟

برشلونة وصلَ لما وصلَ،

ولم يكن ميكيافيليّا يومًا في تحدياته حتى وصلَ، الغاية تبرر الوسيلة، برشلونة لم يعترف بهذا يومًا ..

هذا هو ما ظهرَ، في رحلة برشلونة لغزو العالم جليًّا ظهرَ ..

الفوز في المباراة، لبرشلونة هو وسيلة ولم يكن يومًا غاية، برشلونة في تاريخه، اعتبر الفوز وسيلة .. ولم يعتبره غاية. هكذا هو برشلونة.

هذا هو ما ظهرَ، في رحلة برشلونة لغزو العالم جليًّا ظهرَ..

فعلا من المحال، أن تصل لما وصل إليه برشلونة، كما وصل إليه برشلونة.

أن تصل لما وصل إليه برشلونة، كما وصل إليه برشلونة. هذا محال، هذا لا يُمكن أن يحدث إلا في الخيال، لكن مع برشلونة ...

برشلونة وصلَ لما وصلَ،

وصلَ وقد وُلد فرجُ بيب، من رحم معاناة الماجور ..

هناك من يقول ـ وهو لا يدري المسكين ـ أن برشلونة هذا، تجهز لهذا، منذ سنين .. منذ سنوات وبرشلونة يجهز نفسه ليكون هكذا.

إذا تكلمتَ عن أسلوب فريق، سأتفق معك وأؤيدك، لأن هذا فعلا نتاج عقود من العمل.

إذا تكلمتَ عن سياسة نادي، سأتفق معك وأؤيدك، لأن هذا فعلا نتاج سنين من العمل.

لكن أن تتكلم عن فريق ولاعبين ! فاعذرني أنت مخطأ ...

برشلونة هذا الذي غزا العالم، لم يولد من رحم بناء وتجهيز، ونجاحات تنبئ بالخير وبمستقبل مشرق ..

برشلونة هذا الذي غزا العالم، خرج من نفق غيهب ظلام إلى نور. وعندما وجد النور، أخد النورَ، كامل النور .. وترك للبقية ظلامًا دامسا، هذا أقصى ما يستحقون.

والطريف أن القائد الذي سيخرجه من الظلام إلى النور نفسُه، لم يتوقع أن يخرج هكذا بهذه السرعة، ولم يتوقع أن يأخد كامل النور بهذه الصورة. بلا رحمة ولا هوادة ..

لكنه كدّ وتعب، عمل واجتهد، فنااال ... وكان رجلا، في زمن، قل فيه الرجااال.

برشلونة وصلَ لما وصلَ،

بشخصيته وهيْبته وصلَ، برشلونة كان قويَّ الشخصية كما هي عادتهُ .. برشلونة في كل مرة فرض نفسه وكما هي عادته فرض أسلوبهُ.

فعلا من المحال، أن تصل لما وصل إليه برشلونة، كما وصل إليه برشلونة.

أن تصل لما وصل إليه برشلونة، كما وصل إليه برشلونة، هذا محالْ .. هذا خيالْ ..

برشلونة وصلَ لما وصلَ،

بعد أن لعب الجميع أمامه ـ وراء ستار التكتيك ـ بطرق جبانة وصلَ، لم يتجرؤوا ..

واجه صغيرًا، متوسطًا، كبيرًا .. جميعهم أخدوا كامل احترامه قبل وبعد المعركة ..

جميعهم اتفقوا أن أغلقوا المنافد أمامه .. جميعهم هرْوَلوا إلى الوراء وإلى المناطق الخلفية أمامه للإغلاق .. فلا تحسبن أن هذا سيُجدي نفعًا في حضرة الملك ..

جميعهم لم يُواجهوه قصد لعب الكرة (إلا من رحم ربي)، اتفقوا أن واجهوه قصد عدم تلقي الطلقات النارية المُمزِّقة، واجهوه وغايتهم الحفاظ على ماء الوجه .. هناك من وصل به خبثه لأن يسلك مسالك وحشية عله يُرسل رسالة إرهاب .. تُغير من القدر شيئًا .. مسكين.

للأسف كل محاولاتهم، باءت بالفشل .. لم ينجح أحد في دحر هذا العملاق وإبعاده عن المنافسة.

أن تكون فريدًا من نوعك، فتُبهر العالم، فيتحد العالم ضدك، بشتى أنواع الكبح لصدك، أن تواجه ما واجه برشلونة وتجتز كل الحواجز والعقبات، هذا محال .. هذا خيااال.

برشلونة وصلَ لما وصلَ،

بأغلبية من أبناء وطنه وصلَ، كثلونيا .. حيث يدافع الرجل على شعار ناديه في مباراة كرة قدم، وكأنما يدافع على شعار وطنه القومي في حرب عالمية. لذا فلا عجب عندما تشهد عينك بويول الكثلاني، يُسجل في أرض العاصمة الإسبانية، ويُقبل شارته ذات الألوان الكثلونية أمام الملء وسط الحشد المُحتشد .. يال حسرتهم ! لما في ذلك من معان عميقة قاسية على قلوبهم ..

بأغلبية من أبناء مدرسته وصلَ، لاماسيا .. حيث ربّاهم وهم صغار، فكبروا هنالك، حيث علّمهم، هنالك تعلموا الكثير في شتى مجالات، درسوا رياضيات، درسوا كيمياء، غُرست فيهم الأخلاق الحسنة والتواضع والكثير الكثير .. هنالك أكلوا وشربوا، هنالك في لاماسيا حيث كان منزلهم، وحيث كانوا كالأخوة .. هنالك في لاماسيا، حيث تشربوا مبادئ البارسا العظيم ..

في نهائي دوري الأبطال، 7 لاعبين من أكاديمية النادي في التشكيلة الأساسية !!

يا أخي حتى المدرب ابن البلد، ومن المدرسة !!

برشلونة وصلَ لما وصلَ،

بطريقة واحدة وصلَ، برشلونة بطريقة لعبٍ واحدة .. والعالم، بما لذ وطاب له من تكتيكات ..

برشلونة بطريقته الواضحة للجميع .. بطريقته التي يعرفها العالم، من الولد الصغير الذي عرف كرة القدم قبل هُنيهة، إلى مورينيو وفيرغيسون وهيدنك وجهابذة التكتيكيين والمُتكتِكين في عالم كرة القدم..

واجه العالم، بطريقته هذه ..

بطريقته هذه، انتصر على العالم ..

غزا العالم، بطريقته هذه ..

بطريقته هذه، عجز أمامه، ألعالم ...

يا لها من قوة في الشخصية لهذا البارسا، الذي لم يستطع أحد إيقافه ..

برشلونة وصلَ لما وصلَ،

بأرقامَ قياسية وصلَ ..

ما سجله من أهداف لم يجارى ..

الإكتساحات كثيرًا ما استمتعنا بها .. كثيرًا ما رأينا الستة، والخمسة والأربعة وحتى الثلاثة ..

الستة بالخصوص، تكررت كثيرًا، في الأبطال وفي الدوري .. وتبقى قطعًا الأحلى طعمًا، طبعًا تلك التي، كانت في، معقل الغريم التقليدي الذي بدا لا حول ولا قوة له .. في ليلة لا تُنسى البتة ..

بمدرب شاب، وصفوه في البداية بأنه عديم الخبرة، في موسمه الأول في التدريب .. صنع العجب ..

بكسر للعقد وصلَ ..

فاز في ملاعب لطالما صعُب عليه الفوز فيها ..

كسر عقدًا كثيرة كثيرًا ما شكلت ظغطًا عليه كبيرًا ..

حتى المان يونايتد، الذي لم يلعب نهائيًا لدوري الأبطال إلا وفاز به، لأول مرة يخسر نهائيا للأبطال .. ودائمًا برشلونة السبب في كسر القاعدة ..

يال عظمة هذا الأكثر من مجرد ناد، يال عظمة هذا الأكثر من مجرد فريق .. يال عظمة هذا الإنجاز، الخارق الذي لا مثيل له ..

ما فعله برشلونة، ظاهريًّا ولعشاق الأرقام والنتائج، لم يُعقل ولم يُصدّق، عجيب غريب، .. فما بالك بعشاق الغوص في أعماق الأمور ..

ما بالك بمن تابعوا الفريق في السراء والضراء .. وكانوا خلفه دومًا حاملين رايته، مرددين اسمه بارسا بارسا بارسا .. ما بالك بمن استمتعوا به في كل مرة .. وما بالك بعشاقه والمتيمين به حد الجنون ..!

حقًا هؤلاء يجدون أن:

"برشلونة، سفير النوايا الحسنة للميتافيزيقا في عالم كرة القدم."

كرة قدم العالم في كفة، والبارسا في كفة أخرى ..

هذا ما يرى هؤلاء.. ما فعل ويفعل العالمُ يُعقل.. لكن ما فعل ويفعل هذا البارسا، فلا يُعقل البتة .. أشياء لا يستحملها العقل البشري الذي واظب على متابعتها ..

هؤلاء، وفي بادرة هي الأغرب من نوعها، حصل لهم تشبع غير طبيعي .. أغلبهم لا يريد ألقابًا بعد هذا الإعجاز الذي مرّ، حتى إشعار آخر ..

برشلونة جعل المحال، مُمكن .. لم يكن المحال معه مُحالًا .. برشلونة خيااال ..

همسة : كتبت هذه الحروف يوم ما قبل نهائي العالم. لغاية الدقيقة 88 من المباراة، والموضوع لن ينزل .. فإذا بـبيدرو في الدقيقة 89 يعيد لي الأمل في إنزاله، ثم بـميسي يُعطيني التصريح لإنزاله في الوقت الإضافي الثاني Smile

.

إهداء، بسيط إلى الغالي الذي لا يُقدّر بثمن .. إلى البهجاوي مراد نْعَامَاسّْسّْ Smile

.

وكان السلامُ .. خير ختام.

في انفولزا البرشا

Admin عدد المساهمات : 125 تاريخ التسجيل : 05/01/2010

مشكووور على المرور